أدركتُ جلال القرآن وتملكني اليقينُ والقناعة التّامة بإعجازه المبهر ، وتحدّيه القوي للعقل الإنساني ... تحدٍ هو المزيج من الاستدراج لتأمل آياته ، واكتشاف الهارمونية بينها وبين نسيج الكون ، وتكوين الوجود ، بل وتأمل العلاقة بين هذه الآيات وبين قدرات العقل على التأمل ، وبين التكوين الإنساني نفسه ، وغايات الوجود الإنساني ... إنّ هذه الصّلات الدقيقة المبهرة لهي أشبه بالنسيج المُتضام الذي يربط أجزاء الكون ، والذي ثبت بالعلم أنّه مماثلٌ للنسيج الذي يربط بين خلايا المخ الإنساني ...فهل التكوين الإنساني صورةٌ مُصغّرةٌ من الوجود العظيم ؟  وإذا صحَّ هذا الافتراض - أو الفرض العلمي - تكشّفت لنا آفاق من حكمة الحثّ القرآني على أن يتأمل الإنسان ذاته ويتأمل الوجود والكون في آنٍ واحد ! ذلك لأنّه سيصلُ إلى أسرار الكيانين ، وسيدرك أن خالقهما واحدٌ عظيم لأن الصّنعة دالةٌ على الصّانع ، وصنعةٌ الله ليس فيها من فطور أو تفاوت أو خلل أو نقص أو تعارض... مما نجد في صنع غيره ممن خلق ... فتعالى الله عمّا يصفون  .
                                                       بقلم : د. كاميليا عبد الفتاح 

تعليقات