في قوله تعالى : " لا يُكلِّفُ اللهُ نفساً إلا وسْعهَا " كثيرٌ من المعاني الدَّالة على رحمة الله وعدلِه سبحانه .
* إنَّ الآية القرآنية تؤكد وعدَ الله بألاَّ يبتلي عبداً من عباده ، وألاَّ يكلِّفه فوق طاقته وقدرته ، بما يعني أنَّ جميع ما نتعرض له من صنوف الابتلاء والتنغيص ، والكدر ، والبلاء ، و... غير ذلك إنّما هو على قدر استطاعتنا وفي مقدورنا .!
ولكن لو كان الأمر كذلك ، فلماذا نتضجر ؟ أو : ما الذي يؤدي إلى التضجر والتبرم والتّسخط ، والعجز عن الاحتمال ؟!
* أعتقدُ أنَّ نقصان مقدار الإيمان عن مقدار الابتلاء هو السبب في إحساس كل إنسانٍ مبتلى بعجزه عن احتمال الابتلاء ؛ لأنني أعتقدُ أنَّ منظومة العدل الإلهية التي أقرّت عدم زيادة الابتلاء - أو التكليف - عن تحمّل النفس الإنسانية تتطلب وجود الإيمان في هذه النفس المُكلّفة - أو المُبتلاة - حتى يمكنها التحمّل والصبر والامتثال .
وبذلك نكون أمام كفّتين متوازنتين في إشكالية المواجهة بين النفس الإنسانية وكدر الحياة : كفة الإيمان ، وكفة الابتلاء ، ويتحدد موقف الإنسان من كل صنوف الابتلاء حسب رصيده من الإيمان ؛ فالنفس الإنسانية التي تحمل رصيدا عاليا من الإيمان سوف ترجح كفتها الإيمانية على كفة الابتلاء فتشعر بهذا الابتلاء شعورا هيّنا أمام إيثارها لله ، ومعرفتها بعواقب الصبر ، وتقديرها قيمة الحياة الآخرة على الحياة الدنيا .
أمّا النفس الإنسانية صاحبة النصيب القليل من الإيمان - أو التي تعاني من اهتزاز الإيمان وعدم ثباته - فسوف ترجح كفة الشعور بالابتلاء عندها على كفة الإيمان ؛ ومن ثم تشعر بثقل الابتلاء وتمكنه منها ، وتشعر أن الأرض ضاقت عليها بما رحُبت ؛ فتتسخّط على قضائها ، وتتبرّم من قدرها ، وتندّد بما أصابها وتزيح أجرها وثوابها حتى تفقده ؛ فتخسر من ناحيتين : خسران الأجر والإثابة من جهة ، ووقوع الابتلاء وعدم تراجعه من جهة أخرى .
إنَّ الوعد الإلهي صادق ، مبنيٌ على معادلة قوامها العدل والرحمة . إن الأمر يبدو وكأنه صفقة ، لكنها صفقة إلهية فاخرة باذخة تبدو فيها الذاتُ الإلهية في سموها وعلوها وتنزهها ؛ تبدو فيها مستعلية ، مستغنية ، مُعطية مانحة ، سخية كريمة ، رحيمة ، وهي في إغداقها لا تشترط - ولا تطلب - من الإنسان سوى الإيمان بها ، وهذا الإيمانُ ذاته لا يعودُ بالنفع إلا على صاحبه ؛ فالإيمانُ هو الطاقة والقدرة والقوة الوحيدة التي تستطيع مواجهة كل صنوف الابتلاء والتنغيص ومرارات الحياة . الإيمان بالله هو القوة الوحيدة التي تحمي النفس الإنسانية من التضعضع والانكسار ، والضعف ، والتكسّر تحت النصال السامّة لهذه الحياة الدنيا المريرة العابرة ... هذه الدنيا ... الدنيا التي لن تكون عُليا وستظل دائما دُنيا .
*************
بقلم : د. كاميليا عبد الفتاح .
* إنَّ الآية القرآنية تؤكد وعدَ الله بألاَّ يبتلي عبداً من عباده ، وألاَّ يكلِّفه فوق طاقته وقدرته ، بما يعني أنَّ جميع ما نتعرض له من صنوف الابتلاء والتنغيص ، والكدر ، والبلاء ، و... غير ذلك إنّما هو على قدر استطاعتنا وفي مقدورنا .!
ولكن لو كان الأمر كذلك ، فلماذا نتضجر ؟ أو : ما الذي يؤدي إلى التضجر والتبرم والتّسخط ، والعجز عن الاحتمال ؟!
* أعتقدُ أنَّ نقصان مقدار الإيمان عن مقدار الابتلاء هو السبب في إحساس كل إنسانٍ مبتلى بعجزه عن احتمال الابتلاء ؛ لأنني أعتقدُ أنَّ منظومة العدل الإلهية التي أقرّت عدم زيادة الابتلاء - أو التكليف - عن تحمّل النفس الإنسانية تتطلب وجود الإيمان في هذه النفس المُكلّفة - أو المُبتلاة - حتى يمكنها التحمّل والصبر والامتثال .
وبذلك نكون أمام كفّتين متوازنتين في إشكالية المواجهة بين النفس الإنسانية وكدر الحياة : كفة الإيمان ، وكفة الابتلاء ، ويتحدد موقف الإنسان من كل صنوف الابتلاء حسب رصيده من الإيمان ؛ فالنفس الإنسانية التي تحمل رصيدا عاليا من الإيمان سوف ترجح كفتها الإيمانية على كفة الابتلاء فتشعر بهذا الابتلاء شعورا هيّنا أمام إيثارها لله ، ومعرفتها بعواقب الصبر ، وتقديرها قيمة الحياة الآخرة على الحياة الدنيا .
أمّا النفس الإنسانية صاحبة النصيب القليل من الإيمان - أو التي تعاني من اهتزاز الإيمان وعدم ثباته - فسوف ترجح كفة الشعور بالابتلاء عندها على كفة الإيمان ؛ ومن ثم تشعر بثقل الابتلاء وتمكنه منها ، وتشعر أن الأرض ضاقت عليها بما رحُبت ؛ فتتسخّط على قضائها ، وتتبرّم من قدرها ، وتندّد بما أصابها وتزيح أجرها وثوابها حتى تفقده ؛ فتخسر من ناحيتين : خسران الأجر والإثابة من جهة ، ووقوع الابتلاء وعدم تراجعه من جهة أخرى .
إنَّ الوعد الإلهي صادق ، مبنيٌ على معادلة قوامها العدل والرحمة . إن الأمر يبدو وكأنه صفقة ، لكنها صفقة إلهية فاخرة باذخة تبدو فيها الذاتُ الإلهية في سموها وعلوها وتنزهها ؛ تبدو فيها مستعلية ، مستغنية ، مُعطية مانحة ، سخية كريمة ، رحيمة ، وهي في إغداقها لا تشترط - ولا تطلب - من الإنسان سوى الإيمان بها ، وهذا الإيمانُ ذاته لا يعودُ بالنفع إلا على صاحبه ؛ فالإيمانُ هو الطاقة والقدرة والقوة الوحيدة التي تستطيع مواجهة كل صنوف الابتلاء والتنغيص ومرارات الحياة . الإيمان بالله هو القوة الوحيدة التي تحمي النفس الإنسانية من التضعضع والانكسار ، والضعف ، والتكسّر تحت النصال السامّة لهذه الحياة الدنيا المريرة العابرة ... هذه الدنيا ... الدنيا التي لن تكون عُليا وستظل دائما دُنيا .
*************
بقلم : د. كاميليا عبد الفتاح .
تعليقات
إرسال تعليق