قافلة الموتى تحملُ الذّهب والكنوز... !



في رواية " طوارق " للكاتب الإسباني :" ألبرتو باثكث فيكيروا" ترتسمُ أمام أعيننا الملامح الشرسة للصراع الإنساني مع الحياة ، وصراعه مع الموت ، - أو الأصح - صراعه مع مسببات الموت من أجل الإبقاء على الحياة ...، وترتسم أمامنا خطوات هذا الصراع مليئة بالمفارقات المأساوية الفاجعة التي تجبرنا إجبارا على اعتبار هذه الرواية مسرحا حقيقيا للحياة وتصديق ما بها من واقع وخيال ، والتأثر بما فيها من الصدق والكذب الفنيين معا ...، والانفعال مع الواقع المصوّر والواقع الافتراضي الذي خلقه الكاتب بقلمه ... ؛ لأننّا من خلال موقعنا كقرّاء ومُتلقّين للعمل ندرك مصائر بعض الشخصيات في هذه الرواية قبل أن تدرك هذه الشخصياتُ مصيرها داخل الأحداث ، فتبدو هذه الشخصيات الروائية في جهلها بمصائرها -داخل  أحداث الرواية - نموذجا للإنسان في عمومه من حيث جهله بمصيره وغده ، ومن حيث سعيه  إلى دروبٍ تؤدي به إلى الموت بينما يظنُ بحمقه وعماه أنّه إنما يسعى إلى المزيد والمزيد من الحياة ... 
*** " غزال صياح " بطل هذه الرواية الغرائبية المؤثرة  ... هو أحد طوراق المغرب ، حاكم لقبيلته شريف النّسب ، رجلٌ صحراوي ... عشق الصحراء وجعلها عالمه وبيته ودنياه ، وانفصل بعائلته وقبيلته عن المدينة في كل شئ يتصل بتفاصيل الحياة والأعراف والمبادئ والعادات والذائقة ؛ فالصحراء بخصوصيتها هي مقياس حكمه على الأشياء وهي النموذج الذي يرتضيه للجمال والحياة ، بل والموت ... ! وهي مصدرُ الأعراف والتقاليد والقيم ... 

*** تبدأُ مأساةُ " غزال صياح " حين يلجأ إليه غريبان ، وينزلان في خيمته ضيوفا عليه ، أحدهما رجلٌ مسنٌ ، والآخر شابٌ جريح ... يكرم غزال صياح أضيافه دون أن يسألهما عن سرهما ، وبينما يجلس معهما تفاجئه هجمة من الشرطة والمخابرات تقتحم عليه خيمته وعائلته وتقتل الشاب الجريح أمام عينيه وتختطف الرجل العجوز ، الذي يتضح من الأحداث أنه يقود معارضة في البلاد ويؤيده قطاعٌ كبيرٌ من الشعب يريدونه رئيسا لقلب النظام الحالي ... ، أمّا الشاب القتيل فقد كان من أكبر مؤيديه وحماته لتوصيله إلى الحكم ، ومن ثم قتله رجال مخابرات النظام الحالي المرفوض ... 
إن المفارقة المضحكة كامنة في  انبعاث مأساة "غزال صياح" من هذا الموقف رغم جهله بهذه الصراعات  السياسية ، وبكل ما يخص حياة المدن والمؤسسات المدنية ورغم انسلاخه التام عن كل ما لا يتصل بالصحراء ...! 
***إن قوانين الصحراء وأعرافها القاسية تُوجب على الرجل العربي أن يحمي أضيافه ، وأن يكون مسؤولا عن أمنهم واحتياجاتهم وأسرارهم وحياتهم ، وأن يُجيرهم من عدوهم إذا استاجروا به ... دون أن يسأل عن شئٍ مادام قد أدخلهم خيمته وقَبِلَ استضافتهم ، ... بل إن التقاليد توجِبُ عليه الثأرَ لهم ولكرامتهم إذا مسّها أحدٌ ... ومن هنا تبدأ المسيرةُ الإنسانيةُ المأساوية لــ غزال صياح بما يثير شفقة المتلقّي ودهشته وخوفه وقلقه وحزنه وانبهاره ، ... بل ويفجر فيه كثيرا من تفاصيل المشاعر الإنسانية الدقيقة المختزنة في باطنه - سلبية كانت أو إيجابية - والتي لا يفجرها إلاّ الأعمال الإبداعية الصادقة في وصفها العالم الإنساني ... 
*** يأمر غزال صياح خدمه وعبيده أن يرحلوا بعائلته إلى مكانٍ آخر حماية لهم ممّا سوف يُقدم عليه ، ويحمل سلاحه ويعتلي ناقته ويخوض مخاوف الصحراء الموحشة بحثا عن خاطفي ضيفه ، ويقتل  الواحد منهم  بعد الآخر دون أن يسمح لنفسه أن   يتعرف على  تفاصيل الصراع السياسي  بين الأطراف المختلفة ، ... إنه يمضي في هذا الطريق الموحش - طريق الصحراء وطريق الانتقام لضيفيه ولكرامته - مدفوعا بالتقاليد فقط ... لكنه لم يكن يعلم أنه يتقدم نحو الموت ، وأنّه بينما يُحيي التقاليد يسعى إلى هلاكه ، وأنّه بينما يسترد كرامة أضيافه يضيّع كرامة عائلته التي يختطفها القائمون على هذه اللعبة السياسية ليقايضوه بهذه العائلة  ويصلوا إليه من خلالها ... 
*** يوغل غزال صياح في الصحراء ويوغل في الانتقام ، ويوغل في اسكتناه نفسه وقراءة ذكرياتها ، ويكتشف أثناء ترحاله الموجع مدى عشقه للصحراء وعشقه لبيته وزوجته وعائلته وذكرياته معهم ، يكتشف بدهشة موجعة أنه كان يعيش ما يحب  أن يعيشه مع هذه العائلة ، وأنّه كان يعيش منعّما بنعمٍ فقدها الآن وإلى الأبد ، وهي : المحبة الصادقة ...، و السلام ... والأمن ... وانتظار الغد الذي لا يجرؤ الآن على تخيله ، ولا يجرؤ مجرد الجرأة على توقع آلامه ... فكيف بانتظاره ؟! 
*** يصل غزال صياح إلى ضيفه العجوز الذي اختطفه أعداؤه ، واسمه " عبد الكبير " يأخذه من معتقله ويمضي به في الصحراء مُصِّرا على أن يساعده في الهرب والاختباء ، ويزداد عبئه مع عبد الكبير ؛ فقد أضاف إلى حمولته البدنية والنفسية همّا سياسيا وأعداء سياسين يطاردونه دون أن يكون له ذنب ، أو توجهٌ سياسيٌ يوجب مطاردته ... ، وهكذا إلى أنْ  يحاصره الجوعُ والعطشُ هو وضيفه السياسي المعارض فيضطر إلى ذبح ناقته التي صاحبت عمره وكانت جزءا من ذكرياته ... ذبحها ليأكل شحمها ويشرب دمها هو وضيفه ليظلا على قيد الحياة ، ... وهكذا يبدو وكأنّه يقتاتُ من نفسه ويأكل من حياته ليُبقي على هذه الحياة ...!
 ويظل عبءُ "عبد الكبير" على عاتقه حتى تصل إليه سيارة مؤيّدي عبد الكبير لتحمل هذا المعارض وتهربه إلى فرنسا التي تؤيده وترتب لوصوله إلى الحكم ... 

*** يتخفف غزال صياح من عبء " عبد الكبير " ليواجه عبء حياته المهددة بالموت ، وعبء ضرورة الاستمرار في التوغل في الصحراء ليصل إلى عائلته ...

*** أثناء هذه الرحلة التراجيدية في الصحراء ، وبينما كان غزال صياح يحارب من أجل الإبقاء على حياته ، وكان يختبر مقاييس رجولته التي تربّى عليها منذ صغره ، وعلى رأسها : الحنكة والمهارة الشديدة في معرفة دروب الصحراء وغوامضها ، وقراءة لغتها الخاصّة ، ... ومن ثم تكون قوة تحمّل الصحراء مقياسا آخر للرجولة عليه إثبات اتّصافه به ... 
أثناء هذه الرحلة داخل الصحراء وداخل نفسه يواجه" غزال صياح " القافلة العُظمى ... فيواجه الإنسان من خلالها ويرثيه ويُشفق على جهله وأمانيه الساذجة ... 
القافلة العُظمى قافلة ضخمة من كبار التجّار والرّحالة وأدلاّء الصحاري الحالمين بالثراء والذين اندفعوا إلى أكثر نقاط الصحراء وحشة وتخويفا وعمقا في سبيل البحث عن الثراء واجتياز المجهول ، وكانوا كثيرين يحملون معهم الذهب والفضة والأحجار الكريمة وقطع المال الذهبية ، وتماثيل الأبنوس والعاج و... الكثيرمن الكنوز الأخرى ... ولم يشفع لهم ذلك ؛ فقد واجهتهم الصحراء بلهيبها وتيهها الموحش فنفد طعامهم وماؤهم وهم يحاولون الخروج  من هذا التيه ، يحاولون العثور على اتجاه الماء والنجاة ، لكنهم ماتوا عطشا وجوعا واحتراقا بلهيب الشمس القاسية ... ماتوا ظماً وهم يحملون بين أيديهم كنوزهم العجيبة النفيسة ... ولقد أبصرهم " غزال صياح " ... أبصر رجال القافلة ونوقها ورواحلها ... أبصرهم هياكل عظميّة ممدّدة مشرئبة العنق في اتجاه جغرافي واحد كانوا عازمين على اجتيازه وعجزوا ... أبصرهم "غزال صياح " عشرات ومئات من الجثث فاغرة فاها بخوفٍ وفزعٍ كبيرين من مشاهدة الموت ولقائه وجها لوجه ... مئات من الجثث الظمأى تحمل الذهب والأبنوس والعاج ...مئات من الجثث كانت مرتعا ووجبة دسمةً لجوارح الطّير والحيوان وعاديات الليالي والصحاري ... مئات الجثث شكّلت نموذجا مُفجعا لمسيرة الإنسان الغافل في الحياة ... الإنسان الذي يغفل عن تربّص الموت به أثناء تربّصه بزينة الحياة وذهبها وفضتّها ومتاع غرورها ... هكذا نحن نمثّل ...، وهكذا نحن نكونُ عبر تاريخنا الإنساني الممتد من فجره إلى نهايته وإظلامه ... نحنُ عبر هذا التاريخ التراجيدي : القافلة العُظمى ... وعظمة قافلتنا ليست مستمدّة ممّا نحمل من ذهبٍ ومتاعٍ - فهي أهون حمولتنا وأرخصها - بل مستمدة ممّا نحمل  من عمق التجربة ونفاستها ، وصدقها وزخمها الشعوري والفكريّ ... 




***  لقد أوقفت القافلة العظمى " غزال صياح " عند  أعمق لحظات تأمّله واستغوار نفسه واستغوار حقيقة الحياة ، فجاشت نفسه بالدموع لأنّه أدرك أنه لا يرى في هذه القافلة إلاّ نفسه بعد موتها وانتهاء حياتها التي ما زال يضيف إلى أسطرها وأحداثها حلقات وحلقاتٍ ... فوصف هذه الذات ووصفنا في هذا المشهد ، ورثى ذاته ، ونبّهنا إلى يومٍ نُرثى فيه ونحنُ غافلون ... يسوق " ألبرتو باثكث " على  لسان " غزال صياح " هذه العبارات المشدوهة من مشهد قافلة الموتى وهي تنحتُ في ذاكرته المآل الأخير للإنسان ... يقول : 

" مِزقٌ من القماش...  أجسام الأدلاّء والقادة حتّى وسطها ... وأيدي الكثيرين منهم متشبثة بسلاحها أو قِربها الفارغة ... ! والجِمال تَعرضُ فوق أسنمتها سروج الطوارق فاقدة اللون بفعل الشمس ... مزينة بالفضة والنخاس ... وحملٌ كبيرٌ من البضاعة ممزقةٌ  بفعل الزمن وقد تبعثر محتواها النفيس فوق الرمال الصلبة ...! أنياب الفِيلة ... تماثيلٌ من الأبنوس ... حريرٌ يتفتتُ بمجرد لمسه ...نقود من ذهبٍ وفضة ... ومن المحتمل ألماس ٌ بحجم حبة الحمّصة ... هاهي ذي القافلة العظمى الأسطوريّة ... ألف ثروة وثروة ... والتي حتّى شهرزاد لم تتجاسر على تخيّلها قط ... لم يشعر بفرحٍ ألبتّة عند رؤيتها ...إنما بقلق عميقٍ فحسب وبمرارة لا تُقهر عندما تأمّل تلك مومياوات تلك الكائنات   المسكينة وملاحظة تعابير الألم والرعب في وجوههم ... وكأنه يتأمّل نفسه بعد عشر أو عشرين سنةٍ ... وقد تحوّل جلده إلى رقٍ ... العينان فارغتان تنظران صوب العدم ...والفمُ مفتوحٌ في التأوّه الأخير سعياً وراء الماء ... " 

*** ورغم هذه اللحظات البائسة لغزال صياح في مواجهة التاريخ الإنساني ممثّلا في هذه القافلة العظمى ... رغم بكائه وأساه وشجنه وخوفه من المصير ذاته ... ، رغم مواجهته الموت في ملامح أفراد هذه القافلة العظمى إلا أنّ الطبيعة البشرية غالبته وغلبته بعد ليلة قضاها في خيمته التي أقامها وسط أموات القافلة العظمى ... لقد غلبه حبُّ الحياة والحرص عليها ، فعاوده الانتباه إلى ضرورة البحث عن مخرج يوصله إلى الطريق السليم في هذه الصحراء ، وقد وجد هذا الطريق محددا في الجهة التي كانت عيون جثث القافلة مصوبة إليها ... أدرك أنهم كانوا ينظرون بأعينهم تجاه الطريق السليم الموصل إلى الماء والنجاة لكن الاحتضار أعجزهم عن الوصول ، ... وهكذا كانت الحياةُ منبثقة من الموت ، ... كما أنّه - غزال صياح - وبعد أن استفاق من شجن الموت ومهابته أخذ ما يقدر على حمله من كنوز هذه القافلة ...انتزعها برفق من أيدي الموتى ..من جثثهم وهياكله الحزينة الفزعة ... حمل هذه الكنوز لينفق منها على رحلته في إنقاذ نفسه ، والثأر من أعدائه ... حمل الكنوز ليبرهن من خلالها لشيوخ القبائل على اجتيازه أعماق الصحراء وعثوره على القافلة العظمى وحده دون عون ... وحده دون أن يسبقه إليها أيّ طارقيّ أو دليل من أدلاّء الصحراء ... مثبتا بهذا رجولته واستحقاقه السيادة والانتماء الطارقي المميز ... وكأنّ كنوز الموتى أولئك كانوا معبرا لمتاع غروره والمزيد من الحياة ... 





***  ثم يفاجأُ " غزال صياح "  بخبر اختطاف عائلته وتعرضها للمهانة بسبب انتقامه لأضيافه فيبدأ مشوارا جديدا يبحث فيه عن  هذه العائلة التي تعرضت لكل ما هي فيه بسببه ، ويضطر للسفر إلى المدينة التي لم يطأها من قبل ، فيواجه فيها مذاقات جديدة من الخوف لم يعرفها من قبل :   الخوف  من : غموض البحر وزحام البشر ، والخوف من مجهول المدن ... 
يضطر غزال صياح إلى أن يهدد السلطات  بقتل رئيس الدولة إن لم يتسلم عائلته في غضون أيام ، ... ولمّا لم تنفذ السلطات كَمَن غزال صياح مختبئاً يتربص بموكب الرئيس ليقتله ... ، وبالفعل يقتله ، ... وفي اللحظة ذاتها تنهال عليه طلقات البنادق من حراس الرئيس ليموت الطرفان معا : غزال صياح والرئيس ... ، لكنهما ...كلّ واحد منهما - أثناء اختراق الطلقات جسده- يصوّب إلى الآخر نظرة دهشة وألم وعدم تصديق ؛ فقد كان الرئيس المقتول هو المعارض السياسيّ الذي جازف غزال صياح بحياته من أجل إنقاذه وتحريره من معتقله ، ومساعدته على الهرب خارج البلاد ليحكمه بعد ذلك ... لقد كان القتيل هو " عبد الكبير " الذي نزل على غزال صياح ضيفاً واختُطف من خيمته وألزم غزال صياح بإرجاعه وحمايته وكلّفه ثمنا لا يُطاق في سبيل ذلك ، لقد كان القتيل هو " عبد الكبير " الذي ذبح غزال صياح بسببه عددا من الرجال وذبح ناقته التي تمثل له صباه وعمره ، وشرب دمها وأكل شحمها وهو يبكيها ليعيش ، وفقد عائلته ، وتعرض لتيه الصحراء ، ... لنتأمّل المفارقة : لقد قتل غزال صياح  الرجل الذي فعل كل ما فعله لينقذ حياته من براثن أعدائه ... قتله بيده هو إذ لم يكن يعلم وهو يتوغل في الصحراء - وفي الانتقام - أنّ  السلطات الفرنسية ساعدت " عبد الكبير " وأرجعته إلى البلاد ونصّبته رئيسا عليها ، وأنّه في يوم مقتله ... في اليوم ذاته ... كان يحتفل مع مؤيديه من رجال المعارضة بتنصيبه رئيساً ... لقد مات القاتلُ والمقتول معا في لحظة واحدة ... في ظروفٍ واحدة ... وبسببٍ متقارب ... لقد كانت حياةُ كلٍ منهما مربوطةُ بالآخر دون أن يدري ، لقد كان كل منهما يسعى في اتجاه الآخر ليقابله من جديد ويكون سببا لموته ... وهو لا يدري ..., كان كل واحد منهما يظنُ أن الآخر عابرٌ في حياته ، وأن دوره في هذه الحياة لا يتعدّى ما رآه بحواسه ، وأنه سوف ينطلق من هذه الحلقة من حلقات الحياة إلى حلقة أخرى ... بينما كان الآخر في طريقه إليه ليكون موته رغم أنه لم يكن عدوه ... 

*** إنّ رحلة " غزال صياح " في هذه الرواية رحلة إنسانية ... إنها رحلة كلّ واحد منّا - مع اختلاف التفاصيل والسياقات وتشابه العناوين الكبرى - إنها رحلة دءووب للحفاظ على الحياة ، ورحلة عجيبة تثبتُ توجّه الإنسان إلى الموت من حيث يظن أنّه يتّجه صوب الحياة ... إنها رحلةٌ تثبت أن تاريخ الإنسان تاريخٌ تراجيدي قائم على الصراع ... الصراع للحفاظ على الحياة حتّى ولو أدّى هذا الصراع إلى فقدها ... الصراع للهرب من الموت وصولا إلى مواجهته... 

***إنّ هذه الرواية - منذ قراءتي لها حتّى انتهائي من قراءتها   -  قراءتها فقط وليس تأمّلها  - تُحيلني إلى آية قرآنية عظيمة الدلالة على وضعية الإنسان في الحياة  وعلى صراعه الحقيقي معها ، ووجوب انتباهه إلى ضراوة هذا الصراع ووجوب أن يتأهّب له ويستعين عليه بالله ... - وليس غير الله -... وهي قولُه تعالى : 
" نحنُ خلقناهُم  وشددنا أسْرهم وإذا شئنا بدّلنا أمْثَالهُم تبديلا " 
سورة الإنسان / الآية 28 




                                   بقلم : د. كاميليا عبد الفتاح  

تعليقات