كثيرٌ منَّا - نحنُ أُمة محمد صلى اللهُ عليه وسلم - ينطبقُ عليه وصفُ أهل الأعراف الذي ورد في كتاب الله الكريم ... فكثيرٌ منّا يخلطُ عملا صالحا بآخر غير صالح ... وكثيرٌ منَّ يستغرق في شعوره الديني وينكبُ على الصالحات وتأخذه الخشيةُ من الله أياما وأسابيع ... بل وشهورا ... يدورُ في فلكِ الله وكتاب الله ... والحرص على طاعة الله ... ثم يُستدرجُ من زاويةٍ ما من زوايا فتنة الحياةِ الدنيا ... تأتيه الدنيا مُتسلّلة تتحسسه وتمتحنُه : هل حقا تاب عنها ؟ وهل حقا ارعوى شغفُه بها ؟ وهل كشف سترها وأدرك مخبوءها واستظل بظل الله للأبد وثبتَ عليه ... ؟! وتدهشُ الدنيا حينَ تجدُ في فؤادِ هذا الذي انصرف عنها بقيةَ ولعٍ بها وتوقٍ إليها وتعلقٌ بها يُعرّضُ أعماله الصالحة للخطر ويهددُ سكينته الإيمانية التي كانت تُظلّه منذ أسابيع أو شهورِ ...أو أعوام ...
** تفرحُ الحياةُ الدنيا فرحا صاخبا لأن عاشقها القديم لم يتب عنها توبةً نصوحا ... ولم يهجرها كُلية ... بل مازال في قلبه مرضٌ منها قابلٌ للتنشيط والتفعيل ... فتقبلُ الدنيا مرة أخرى بما تملكُ من إغواء وحيلةٍ وتزيينٍ وإيهام بالسعادة والتحقق ... حتى إذا اقتربت من إحكام قبضتها على رقبة هذا العاشق القديم أفاق ... وأفاقَ ما فيه من نزعة إيمانية ونفس لوامة ... وخوف من الله ... فإذا به يحاولُ ثانية أن يفئ إلى إيمانه ووعيه بأن الكلّ إلى فناء ما عدا وجه الله ... ، و...
وهكذا يدورُ أصحابُ الأعراف في هذه الأفلاك المتناقضة من الحيوات الإيمانية والحيوات الدنيوية ... فهم لا ينتمون صراحة لا إلى هؤلاء ... ولا إلى هؤلاء ...
***ولذلك يقف أهلُ الأعراف ما بين الجنة والنار ينتظرون حكمَ الله وقضائه في حالهم العجيب ... آملين في عفو الله ورحمته ... مشفقين من أن يُجري فيهم قوانين عدله التي لن تدخلهم الجنة بأية حال ... فيُغلّبُ اللهُ - سبحانه - رحمته على عدله ... ويقضي فيهم بهذه الرحمة ... وينظرُ إليهم بعين الربوبية الحانية التي وسعت كلَ شئ برحابها العطوف ...
إذن أهلُ الأعراف في الآخرة هم أهلُ أعراف في الدنيا ... فهم في دنياهم مشتتون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ... وكذلك هم في أُخراهم ... وكأننا نستطيع ... - إذا تحرينا الصدق والشفافية في مواجهة أنفسنا - نستطيع - أن نستشعر نوع المصير الذي تدفعنا إليه أعمالنا ... ونستطيعُ بالبصيرة أن ندرك : إلى أي طريق نحن ماضون ...!
*** إنّ أعمال كثيرٍ منَّا - نحنُ أُمة محمد الكريم - أعمالُ أهل الأعراف ... وهذا سببُ وهننا وتراجعنا وسط الأمم ... وهذا سببُ عجزنا عن بلوغِ القوة في أنفسنا أو مجتمعاتنا ...وسبب عجزنا عن التصدي لمن يتهجم على كتاب الله ورسوله ونحن ما نزالُ على قيد الحياةِ نتنفسُ هواءً خلقه اللهُ ونأكل ونرتعً في رزقِ الله ... ونصلي كل يوم ونذكر في صلاتنا اسم اللهِ ورسوله ... نذكرهما دون أن ننتبه إلى تقصيرنا في الدفاع عن جلال الله ومكانة رسوله ... وليس ذلك إلا لأننا ... على الأعراف كثرٌ ...!
***************
بقلم : د. كاميليا عبد الفتاح
** تفرحُ الحياةُ الدنيا فرحا صاخبا لأن عاشقها القديم لم يتب عنها توبةً نصوحا ... ولم يهجرها كُلية ... بل مازال في قلبه مرضٌ منها قابلٌ للتنشيط والتفعيل ... فتقبلُ الدنيا مرة أخرى بما تملكُ من إغواء وحيلةٍ وتزيينٍ وإيهام بالسعادة والتحقق ... حتى إذا اقتربت من إحكام قبضتها على رقبة هذا العاشق القديم أفاق ... وأفاقَ ما فيه من نزعة إيمانية ونفس لوامة ... وخوف من الله ... فإذا به يحاولُ ثانية أن يفئ إلى إيمانه ووعيه بأن الكلّ إلى فناء ما عدا وجه الله ... ، و...
وهكذا يدورُ أصحابُ الأعراف في هذه الأفلاك المتناقضة من الحيوات الإيمانية والحيوات الدنيوية ... فهم لا ينتمون صراحة لا إلى هؤلاء ... ولا إلى هؤلاء ...
***ولذلك يقف أهلُ الأعراف ما بين الجنة والنار ينتظرون حكمَ الله وقضائه في حالهم العجيب ... آملين في عفو الله ورحمته ... مشفقين من أن يُجري فيهم قوانين عدله التي لن تدخلهم الجنة بأية حال ... فيُغلّبُ اللهُ - سبحانه - رحمته على عدله ... ويقضي فيهم بهذه الرحمة ... وينظرُ إليهم بعين الربوبية الحانية التي وسعت كلَ شئ برحابها العطوف ...
إذن أهلُ الأعراف في الآخرة هم أهلُ أعراف في الدنيا ... فهم في دنياهم مشتتون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ... وكذلك هم في أُخراهم ... وكأننا نستطيع ... - إذا تحرينا الصدق والشفافية في مواجهة أنفسنا - نستطيع - أن نستشعر نوع المصير الذي تدفعنا إليه أعمالنا ... ونستطيعُ بالبصيرة أن ندرك : إلى أي طريق نحن ماضون ...!
*** إنّ أعمال كثيرٍ منَّا - نحنُ أُمة محمد الكريم - أعمالُ أهل الأعراف ... وهذا سببُ وهننا وتراجعنا وسط الأمم ... وهذا سببُ عجزنا عن بلوغِ القوة في أنفسنا أو مجتمعاتنا ...وسبب عجزنا عن التصدي لمن يتهجم على كتاب الله ورسوله ونحن ما نزالُ على قيد الحياةِ نتنفسُ هواءً خلقه اللهُ ونأكل ونرتعً في رزقِ الله ... ونصلي كل يوم ونذكر في صلاتنا اسم اللهِ ورسوله ... نذكرهما دون أن ننتبه إلى تقصيرنا في الدفاع عن جلال الله ومكانة رسوله ... وليس ذلك إلا لأننا ... على الأعراف كثرٌ ...!
***************
بقلم : د. كاميليا عبد الفتاح
تعليقات
إرسال تعليق