ما الذي يمنعنا من النوم ؟ ما هي اﻷخطار التي تواجهنا فيه ؟
الفزع من الغد .. والقلق من مفاجآته .. والقلق من الرزق . هذا هو السبب اﻷول الذي يمنع النوم من الوصول للعين .
السبب الثاني : الوساوس والهواجس التي تدور في العالب حول الماضي وأحداثه ؛ وتظل الذكريات تطاردنا ، وتذكرنا بأخطائنا ، وتضخم لنا اﻷحداث ؛ فيحيطنا الوهم بنا ، بل قد يتملكنا ...
السبب الثالث ﻻمتناع النوم ( وهو الخطر الثالث الذي يواجهنا في ظلمة الليل ) : الحسد ؛ وهو أحد اﻷسلحة التي يهدد بها البشر بعضهم البعض .. ويعد اﻷرق من أبرز علامات الحسد -كما أكد كثير من علماء اﻹسلام .
إذا تدبرنا السنة التي أوصانا الرسول - صلى الله عليه وسلم - باتباعها عند النوم ، والتي هي من تأديب ربه له ...؛ سنجدها مواجهة معنوية صارمة لهذه اﻷخطار التي تواجهنا عند النوم .
كان الرسول الكريم إذا عزم على النوم ، نام على جنبه اﻷيمن ، ووضع كفه اﻷيمن تحت خده اﻷيمن ، ثم قرأ سورة اﻹخلاص ( قل هو الله أحد ) ، والمعوذتين ( قل أعوذ برب الناس ، وقل أعوذ برب الفلق ) ، وكان يقرأ هذه السور الكريمة وهو ينفث في كفه ، ثم سميح من رأسه وما استطاع من جسده ، وهكذا ثلاث مرات .
إذا تدبرنا معاني سورة اﻹخلاص ، سنجدها تذكر بوحدانية الله وألوهيته ، واتساع ملكه ، وتؤكد عدم وجود النظير أو الشريك له في الملك - سبحانه - وهذه المعاني كفيلة ببعث الطمأنينة في النفس اﻹنسانية ؛ وكفيلة - من ثم - بإزالة المخاوف من الغد ، والقلق منوالمستقبل ، والفزع على الرزق ...؛ فتوحيد الله وامتلاء النفس بألوهيته يبعث في النفس الرضا بقضائه واﻻرتكان إليه في سائر أمور الحياة ، كما يبعث اﻷمان في النفس المتخوفة على رزقها في الحياة الدنيا .
أما سورة الفلق ؛ فهي استعاذة واستغاثة بالله ، رب الفلق من شر خلقه ومن شر الظلمات ومن شر الحاسد ... إنها استعاذة بالله الذي يفلق الحب والنوى - وما يعلم في كونه - من ذر الحاسد الذي يفلق بعينه وحسده كيان المحسود ؛ ويصيبه بالتنغيص والكدر والنقص ....
أما سورة " الناس " ، فهي استعانة واستغاثة بالربوبية واﻷلوهية معا لمواجهة الوسواس الخناس . إن اﻵيات الكريمة في سورة " الفلق " تطرح اﻻستعانة بالربوبية فقط في مواجهة الحاسد ... " قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق .." اﻵيات ...أما اﻵيات في سورة "الناس " ، فتطرح اﻻستعانة بالربوبية ، ثم اﻷلوهية ، في مواجهة الشياطين الموسوسة من الجن والناس " قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس ... " اﻵيات ...
وهكذا علم الله - سبحانه - نبيه الكريم آداب النوم ، وعلمه كيف يواجه منغصات الروح عند النوم ، وكيفية مواجهة الخوف على مقدرات المعيشة في الحياة الدنيا ، ومواجهة وساوس الشياطين ، وطاقة الشر الصادرة من الحاسد ....
وقد ترك فينا الرسول الكريم هذه السنة التي تحمل تعليم ربه له ، وتأديبه حيث أحسن تأديبه ...عليه أفضل صلاة ربي وتسليمه .
*********
بقلم : د. كاميليا عبد الفتاح
إذا تدبرنا معاني سورة اﻹخلاص ، سنجدها تذكر بوحدانية الله وألوهيته ، واتساع ملكه ، وتؤكد عدم وجود النظير أو الشريك له في الملك - سبحانه - وهذه المعاني كفيلة ببعث الطمأنينة في النفس اﻹنسانية ؛ وكفيلة - من ثم - بإزالة المخاوف من الغد ، والقلق منوالمستقبل ، والفزع على الرزق ...؛ فتوحيد الله وامتلاء النفس بألوهيته يبعث في النفس الرضا بقضائه واﻻرتكان إليه في سائر أمور الحياة ، كما يبعث اﻷمان في النفس المتخوفة على رزقها في الحياة الدنيا .
أما سورة الفلق ؛ فهي استعاذة واستغاثة بالله ، رب الفلق من شر خلقه ومن شر الظلمات ومن شر الحاسد ... إنها استعاذة بالله الذي يفلق الحب والنوى - وما يعلم في كونه - من ذر الحاسد الذي يفلق بعينه وحسده كيان المحسود ؛ ويصيبه بالتنغيص والكدر والنقص ....
أما سورة " الناس " ، فهي استعانة واستغاثة بالربوبية واﻷلوهية معا لمواجهة الوسواس الخناس . إن اﻵيات الكريمة في سورة " الفلق " تطرح اﻻستعانة بالربوبية فقط في مواجهة الحاسد ... " قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق .." اﻵيات ...أما اﻵيات في سورة "الناس " ، فتطرح اﻻستعانة بالربوبية ، ثم اﻷلوهية ، في مواجهة الشياطين الموسوسة من الجن والناس " قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس ... " اﻵيات ...
وهكذا علم الله - سبحانه - نبيه الكريم آداب النوم ، وعلمه كيف يواجه منغصات الروح عند النوم ، وكيفية مواجهة الخوف على مقدرات المعيشة في الحياة الدنيا ، ومواجهة وساوس الشياطين ، وطاقة الشر الصادرة من الحاسد ....
وقد ترك فينا الرسول الكريم هذه السنة التي تحمل تعليم ربه له ، وتأديبه حيث أحسن تأديبه ...عليه أفضل صلاة ربي وتسليمه .
*********
بقلم : د. كاميليا عبد الفتاح
تعليقات
إرسال تعليق