من خُسرانِ ما نُحبُّ يأتينا أعظمُ حبٍّ ...

يقولُ تعالى في سورة البقرة / الآية 92  : 

" لنْ تنالُوا البِرَّ حتَّى تُنفِقوا ممَّا تُحبُّونَ وَما تُنفقُوا من شئٍ فإنَّ اللهَ به عليمٌ " 
التَّحرّر من أسر ما تعلّق به القلب شرطُ طهارة هذا القلب ، ونقاء الروح ، بل هو زكاة الروح ، وبوابةُ إثابتِها ؛ هكذا كان الحسمُ القرآني ، وكان الخطابُ القرآني قاطعاً في قوله تعالى : " لنْ تنالُوا... حَّى تُنفقوا ..." 
هل هناك علاقةٌ بين التَّحرّر ممَّا نُحبُّ وبين إخلاص القلبِ لله ؟ نعم ، إنها علاقةٌ وطيدةٌ ؛ فحبُّ أي كائنٍ غير الله ، و التعلُّق بكلِّ شئٍ ماعدا الله يُنقصُ من إخلاص القلبِ لله ، ومن صدق العبودية له وحده ؛ ومن ثمَّ يُنقصُ من توحيد القلب ، وتوحيد الروح للخالق ؛ فكان لابدَّ منْ أن نُنفقَ ممَّا نُحبَّ حتَّى ننالَ حبَّ الله ، ونصلُ إلى ما نُحبُّ ، ألا وهو : 
رضا الله ، ورحمته ، وجنّته ... وفي جنّته يكونُ التعويضُ العظيم عمَّا أنفقنا ، وعمَّا بذلنا في الدنيا من الطيبات التي أحببناها وأنفقنا منها حبَّا في الله ولله .... 
يا للهِ ...يا لجمالِ الله : من الفقدان يكونُ الوجود ، ومن البذل يكونُ العطاء ، ومن الحرمان يكونُ العِوض ، ومن خسران ما نحبّ ، ومانحبُّ  يرزقُنا اللهُ بأعظمِ حبٍّ ، وهو حُبُّه ... سبحانه ...

*** د. كاميليا عبد الفتاح 



تعليقات